0 تعاليق

التقسيم الترابي الإقليمي والتنمية -إقليم تارودانت-

تم التصويت
name
عند خروجك من مدينة تارودانت متوجها إلى مدينة مراكش، تمر على جماعة أمسركوض التابعة لعمالة أكاديرإداوتنان لتجد نفسك من جديد داخل تراب إقليم تارودانت عندما تمربجماعتي بيكودين و تاركانت (أركانة)، ثم تمر بقيادة إلبنسيرن (دمسيرة) التابعة لإقيم شيشاوة، وعندما تنعطف يمينا ببضع كليومترات داخل جماعة تمزكاديوين تجد نفسك من جديد بإقليم تارودانت (جماعتي تلمكانت و إيملمايس). على الخريطة المسطحة يظهر اتصال بين هاتين الجماعتين مع مجموع تراب الإقليم (تارودانت) لكن في الواقع يفصل بين هاتين الجماعتين وباقي الإقليم قمم أوليم و تيزا التي تعتبر ثاني وثالث أعلى قمم في المغرب، وهي جبال وعرة مليئة بالثلوج لا يمكن عبورها ولا يمكن شق طريق بينها. فسكان هاتين الجماعتين يتزودون بحاجياتهم من مدينة إمينتانوت القريبة (إقليم شيشاوة)، كما تربطهم روابط ثقافية واجتماعية وتاريخية بقبائل تابعة لإقليم شيشاوة كإسكساون (سكساوة) وإروهالن و إمتوكا وإلبنسيرن،... لكن عندما يتعلق الأمر بقضاء أغراض إدارية فعليهم التنقل إلى مدينة أولاد تايمة (مركز الدائرة) أو إلى تارودانت (مركز الإقليم)، أي أكثر من 160 كلم منها حوالي 60 كلم من الطريق الجبلية والوعرة ضمنها طرق غير معبدة. ورغم الإصلاحات الترابية المتواصلة إلا أن هذا الإشكال لا يزال قائما و يشكل عائقا أمام تنمية هذه المناطق التي تعرف أعلى معدلات الفقر الوطنية. هذا الإشكال على مستوى التقطيع الترابي ليس الوحيد بالإقليم، ففي حدود الإقليم الجنوبية أيضا نجد سكان جماعات قريبة من تافراوات و من أيت باها يعانون من التنقل إلى مركز تارودانت لقضاء أغراض إدارية. و ربما هناك مناطق أخرى تعاني من نفس المشكل بالإقليم. وهذا ما يفرض إعادة النظر في التقسيم الترابي لإقليم تارودانت (89 جماعة)، ليس فقط بإحداث إقليم جديد، ولكن أيضا بإعادة النظر في توزيع الجماعات بين الأقاليم المجاورة.